يؤمن أهل السنة والجماعة -يؤمنون- بالحوض والكوثر، والحوض في اللغة معناه:مجمع الماء،و مجمع الماء يسمى حوضا، والمراد به شرعا حوض لنبينا صلى الله عليه وسلم في موقف القيامة تَرِد عليه أمته -عليه الصلاة والسلام-.
وهذا الحوض جاء في الأحاديث وصفه بأنه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأن طوله مسافة شهر، وأن عرضه مسافة شهر، وأوانيه -الكيزان التي يشرب بها- عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة فإنه لا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الواردين-، ويصب فيه ميزابان من نهر الكوثر من الجنة.
والأحاديث في إثبات الحوض بلغت حد التواتر حيث رواها رواها بضع وثلاثون صحابيا ،
والحوض على الصحيح قبل وزن الأعمال، فهو قبل الميزان، وقبل الصراط، "ويؤمنون بالحوض والكوثر". الحوض في موقف القيامة، والكوثر نهر في الجنة، يصب منه ميزابان في الحوض.
صفة الحوض
ـ ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل.
ـ وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء.
ـ يأتيه هذا الماء من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجنة.
ـ ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
ـ طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء.
ـ ولكل نبي حوض ولكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم أكبرها وأعظمها وأكثرها
لقوله صلى الله عليه وسلم: "أن لكل نبي حوضاً وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارده وإني لأرجو أن أكون أكثرهم وارده" رواه الترمذي
ـ وإن بعض أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليردون على الحوض فيمنعون
فيقول صلى الله عليه وسلم: "فأقول: أي رب: أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". رواه البخاري ومسلم
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن حوضي أبعد من أيلة (مدينة العقبة بالأردن) من عدن لهو أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وأني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه". قالوا: "يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: "نعم، لكم سيماء (علامة) ليست لأحد من الأمم، تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء" (رواه مسلم)
وفي رواية أخرى لمسلم عن أنس قال: "ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء"
الحوض المورود ونهر الكوثر
السؤال : ما هو الحوض المورود ؟ وما الفرق بينه وبين نهر الكوثر؟
الجواب :الحمد لله
"الحوض المورود حوض في الأرض [أرض المحشر] (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) (ابراهيم/48) للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، والكوثر في الجنة يصب منه ميزابان في الأرض في هذا الحوض الذي وعد الله به نبيه عليه الصلاة والسلام ، ويَرِد عليه المؤمنون من أمته وهو حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر يَرد عليه أهل الإيمان ، فمن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً ، وآنيته عدد نجوم السماء ، وماؤه من الجنة ينزل من نهر الكوثر ، هذا هو تفصيل هذا الأمر .
الحوض في الأرض وماؤه من الجنة ، والكوثر نهر في الجنة وماؤه ينزل في هذا الحوض من طريق مزابين ـ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ يصبان في هذا الحوض في يوم القيامة يَردُه المؤمنون من محمد عليه الصلاة والسلام .
والمقصود بالأرض أرض المحشر ، والنهر موجود في الجنة حالياً ؛ لقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1 ، وهو نهر عظيم في الجنة ، ويوم القيامة يصب منه ميزابان في الأرض التي تبدل يوم القيامة ويكون عليها الناس" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/356) .